في الخمسينات من القرن الماضي، ظهرت تركيبات جديدة من المنظفات السائلة (الشامبوهات) تحتوي على مُشَرِّدات أساسها كبريتات الكحول الدهنية: sulfate d’alcool gras.
· وهذه المنظفات الجديدة مُخَلَّقة كيميائياً بمعالجة بعض الزيوت النباتية الطبيعية (زيوت: البلح، الزيتون، الغار، الكِتَّان، جوز الهند، الخروع، الذُرة،...) وهي لا تحمل سلبيات الصابون لناحية المناخ القلوي لأنها تعمل في مناخ متعادل (pH = 7) أو حمضي خفيف (pH أقل من 7 بقليل)...
· تنقسم هذه المنظفات الجديدة إلى أربع مجموعات وفقاً للشحنة الأيونية الناتجة عن انحلالها في الماء (راجع: المواد الأولية الفعالة على الضغط السطحي المكونة للشامبوهات)
· نتيجة للأضرار الجسيمة التي يسببها الصابون على الشعر وجلدة الرأس تحول الناس بسرعة إلى استعمال الشامبو...
· صحيح أن هذه المنظفات الجديدة ألطف من الصابون على الشعر وجلدة الرأس وتمتلك بعض الإيجابيات لكنها لا تخلو من السيئات التي سنبينها لاحقاً في هذه الدراسة...
· تغرق الأسواق اليوم بأصناف لا تعد ولا تحصى من أنواع الشامبوهات التي تتنافس فيما بينها بشتى أنواع المنافسة التي لا تخلو نسبة كبيرة منها من الغش والتحايل واللعب على الطبيعة من حيث الإدعاء بأنها شامبوهات طبيعية لمجرد احتوائها على روائح اصطناعية تشبه رائحة إحدى الفاكهة وللزيادة في التحايل تصبغ بلون اصطناعي أيضاً كلون هذه الفاكهة... !
· تتوقف جودة الشامبو على تركيبة ونقاوة المادة أو المواد المنظفة وعلى مناخ عملها لناحية قدرتها الهيدروجينية وشحنتها الأيونية ومستويات قدراتها: على الاستحلاب (استحلاب الدهون والأوساخ) والاسترطاب (حفظ الرطوبة)، الرغوية (إنتاج الرغوة والاحتفاظ بها)، سرعة ذوبانها في الماء العادي، نسبة بقاياها داخل الليف الشعري (من الأفضل أن لا يبقى منها أي أثر)، عدم قحطها لفروة الرأس وتخريبها للغشاء المائي – دهني (غشاء رقيق يتكون من مواد دهنية - تنتجها الغدد الدهنية وتفرزها إلى جلدة الرأس من خلال فتحة الجريب الشعري – ومن ماء يرشح من الأدمة إلى سطح البشرة)...
الهدف الشائع عند أغلب الناس من غسل الشعر هو التنظيف:
- تنظيف الشعر وجلدة الرأس، بإزالة الأوساخ والإفرازات الدهنية.
- تحضير الشعر قبل عمليات التزيين، التسريح، التجعيد وغيرها...؛
- غسل الشعر بعد الصبغة.
أما الهدف الحقيقي لغسل الشعر فهو التنظيف والعناية:
- تنظيف الشعر وجلدة الرأس، بإزالة الأوساخ، دون إتلاف الغشاء المائي – دهني الطبيعي (الضروري لحماية جلدة الرأس)، دون كهربة الشعر، دون فتح مسام الشعرة، دون نفخ الكيراتين (المادة الأساسية المكونة للشعرة) ودون تحسيس الشعرة وإتلافها تدريجياً؛
- تحضير الشعر قبل عمليات التزيين، التسريح، التجعيد وغيرها...؛
- علاج مشكلة معينة في الشعر أو جلدة الرأس (شامبو بمواصفات خاصة)؛
- استعادة تماسك تكوين الشعر بعد الصبغة وإزالة التلوين (شامبو خاص)؛
علامات الجودة بالنسبة لأغلب الناس حول غسولات (شامبوهات) الشعر:
يعتمد معظم الناس في حكمهم على جودة غسول الشعر (الشامبو خصوصاً)، أو على غيره من مستحضرات التجميل أو العناية، من خلال بعض العلامات السطحية التي لا علاقة لها بجودة المحتويات، نذكر منها:
- شكل العبوة ومظهرها الجذاب.
- الرائحة العطرة، اللون الجميل.
- السعر المرتفع.
- الدعاية أو الإعلان الجذاب...
أما علامات الجودة الحقيقية حول الشامبو الممتاز فيجب أن يكون:
- لطيف على الشعر، لا يجففه ولا يتلفه؛
- لطيف على جلدة الرأس ولا يؤذيها؛
- لطيف على الأيدي؛
- لطيف على العينين ولا يدمعهما؛
- مُنتقى حسب طبيعة وحالة الشعر وجلدة الرأس؛
- يعمل على التنظيف الصحيح، أي نزع الأوساخ دون قحط الشعر وجلدة الرأس؛
- لا يكهرب الشعر؛
- قدرة هيدروجينية pH مابين 5.5 و 6.5.
- يترك الشعر ناعماً، براقاً وسهل التخليص؛
- يُنتج رغوة ثابتة وخفيفة؛
- ينشطف بالماء الصافي بسهولة؛
- خالي من مواد محسسة أو سامة.