يرفض بعض الأطفال طوال العام الدراسي الاستيقاظ مبكرا وإذا استيقظوا فإنهم يرتدون ملابسهم ببطء
ولا ينهون افطارهم في الوقت المخصص له حتي يلحقوا بموعد المدرسة ويصل الأمر ببعضهم
إلي حد التظاهر بالمرض وتتساءل الأمهات عن دوافع هؤلاء الأطفال من وراء هذه التصرفات.
والاحتمال الأكبر ان الدوافع وراء أساليب المماطلة هذه هو وجود
صراعات مع زملائهم في المدرسة, وهنا يجب علي الوالدين معرفة أسباب هذه الصراعات بدون
تأنيب أو توبيخ. كما تقول جوزيب لاثيزي طبيبة الأطفال النفسية ويجب علي الأم أن تتعلم فن ايقاظ
طفلها والذي يتطلب ايقاظه قبل موعده بربع ساعة علي الأقل حتي تتاح لها فرصة تدليله قليلا ثم
تشجيعه علي قص الأحلام التي رأها في منامه وتتابعه بعد ذلك وهو يرتدي ملابسه بنفسه لتنمي لديه
روح الاستقلالية, وتضيف الخبيرة انه يجب علي الأم ان تعي ان استيقاظ الطفل مبكرا يعتبر مجهدا
بالنسبة له لذا يجب مكافأته من وقت لآخر من خلال تقديم بعض الهدايا الصغيرة كتعويض له.
ويعلق د. هاشم بحري استاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر علي رفض الطفل الذهاب للمدرسة قائل
ا أن هذا يطلق عليه في علم النفس قلق الانفصال, فالطفل عادة ما يشعر بالأمان وسط أهله, فالأم والأب
يحيطانه بالرعاية الكاملة فيشعر بالخوف والقلق إذا ابتعد عنهما, ويضيف قائلا إن قلق الطفل كثيرا
ما يعود إلي الأم, فالأم التي تشعر بأن لها دورا في الحياة وأن قيمتها أكثر من مجرد كونها أما,
فإن طفلها لا يشعر عادة بالقلق من الانفصال عنها
أما إذا كانت تشعر أنه هو الذي يمنحها الحق في الحياة والقيمة المعنوية
في المجتمع وبدونه لا قيمة لها فإنها تتشبث به وتحرص علي تواجده معها, وتقلق عليه إذا غاب عنها
وتشعر وكأنه شئ مهم يقتطع منها ومثل هذا القلق والخوف ينتقل تلقائيا للابن الذي يشعر إذا ابتعد
عنها ان مصدر الرعب اقترب منه فيبدأ في إظهار بعض الأعراض والأمراض التي من شأنها ان
تساعده علي البقاء في المنزل بالقرب منها
وهو هنا يسعد أمه وفي نفس الوقت يبتعد عن هموم الدراسة والواجبات والاختلاط بأفراد جدد
قد يتجاوبون معه أو لا يتجاوبون وفي الغالب لا يتجاوبون. وأخيرا يضيف د. هاشم قائلا
إن تشجيع الطفل علي الذهاب إلي المدرسة لن يتحقق بالأوامر لأن الأوامر أو العتاب سيؤدي
إلي زيادة احساسه بالقلق, كما أن ارتباط العقاب بالدراسة يزيد خوفه ورعبه لذا يجب ان نبث
الأمان في قلب الأم لينتقل للابن بالإضافة إلي ضرورة توفير أدوات الجذب في المدرسة عن
طريق زيادة الألعاب والمساحات المخصصة للعب.
وتقول د. سوسن الغزالي استاذ الطب السلوكي بجامعة عين شمس إن الطفل
يتمارض نتيجة عدة أسباب سواء كانت لجذب الأنظار أو نتيجة احساسه بانه معزول وليس هناك اهتمام
علي عكس حاله اثناء المرض عندما يحاط بالحب والحنان, فإذا كان الطفل ينقصه شيء من الحنان خاصة
إذا كان هناك مقارنات بينه وبين اخوانه أو كان يعاني من الانطواء فإنه لا يرغب في مواجهة الآخرين
والذهاب إلي المدرسة فيتعلل بالمرض.
لذلك يجب ان تكون الأم واعية لطبيعة طفلها فربما يكون طفلا متوحدا أو يعاني من مشكلة الأوتيزم..
أو تكون لديه نزعات انطوائية وفردية وحب الانسلاخ من المجتمع فيجد في التمارض وسيلة لتحقيق الانطواء.
. وقد يكون الطفل مريضا بالفعل, أو قد تكون المدرسة هي سبب تمارض الطفل لأنها أحرجته أمام زملائه