<< تبسيط العيش ثروة نادرة >>
إن شخصاً يعيش في جلده مستأنساً
يحمل جسمه مرتاحاً
منتصب القامة، يمشي مستقيم الخطى ..
في نهاره سعي وحركة.. وفي ليله راحة وسكون
ينام ملأ عينيه.. ينهض ملأ رئتيه..
مائدته متكاملة من الطبيعة.. وجباته منتظمة
صحنه متنوع ومتوازن..
يتناول طعامه بتمهل.. يمضغه جيداً
يتذوق جميع أصنافه متلذذاً..
يشبع فمه قبل معدته
معدته لا تعرف التخمة.. ولا الحرمان...
يعتمد على شهيته دون أن يطلق لها العنان
يستجب للجوع.. كما للشبع ويعدل بينهما..
يدرك ما يفعل...
يعلم ما يجب أن يفعل...
يعي ما عليه أن لا يفعل...
طموحه في الحياة: فكر صافي ونفس هنية...
فهو شخص بسيط جداً... عادي جداً... !!
لكنه بصحة وعافية
والجسم السليم.. في العقل السليم !!
إنني لا أقصد بالبساطة بساطة "العقل"... لكنها بساطة "العيش" التي نقصد...
وإن من يبسط الحياة ليعيش فيها بصحة وعافية وبنفس هنية وفكر صافي... هو عاقل حصيف.
والبساطة أن لا يثقل المرء بدنه وعقله بالتعقيدات المصطنعة والدخيلة على حياته.. تماماً كالذي يقتات على "البرجر" و"الفاهيتا" و"الكانتكي"... ولا يستطعم منها إلا "الكاتشاب" و"المايونيز"... بسرعة يبتلعها مع سائر همومه... ولا تنزل معدته إلا مع دفعة من الكولا وأخواتها... لياليه بيضاء (سهر طويل)... ونهاراته كسل وخمول...
فأي السموم استقرت خلطه ومزاجه ؟؟
(فالمعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء.. وما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه..)
ومن خلال هذا "الفلاش" السريع... أدعو الناس إلى الطبيعة... إلى الاهتمام ببيئتهم "الباطنية" صوناً لصحتهم وعافيتهم... ندعوهم إلى الحيوية والنشاط والسعي للرزق والعلم وللخير نهاراً... إلى الراحة والسكون ليلاً...
ومن يسعى لهذا السلوك في تبسيط العيش توفيراً للجسم السليم... هو صاحب عقل سليم..